وسط حشود أمنية غير مسبوقة ولم يعتدها الطلاب على مدار السنوات السابقة وتشديد قبضة الأمن على أبواب الجامعة وإغلاق شبه كامل لمداخلها ومخارجها؛ يتظاهر طلاب جامعة القاهرة احتجاجًا على الصمت العربي الرسمي تجاه ما يحدث للأشقاء في غزة، واعتراضًا على الحصار المفروض منذ أكثر من عامين على القطاع، والظلام الدامس الذي يعيش فيه الفلسطينيون بعد نفاد الوقود.
المظاهرة- التي ضمَّت رابطة العمل الإسلامي بحزب العمل وبمشاركة من طلاب الإخوان المسلمين وشباب حركة 6 أبريل- أعلن الطلاب فيها رفضهم التام للصمت العربي إزاء الظروف الصعبة التي يعيشها أهالي غزة؛ الذين ضاق عليهم الخناق، مؤكدين ضرورة أن يعيش أهل غزة حياةً مستقرةً بعيدًا عن الآلام ومتاعب الحرب والحصار.
طافت المظاهرة أرجاء الجامعة، ورفع الطلاب فيها لافتاتٍ تندِّد بالانتهاكات والتجاوزات الصهيونية، منها: "لن نعترف بإسرائيل"، و"افتحوا معابر رفح"، و"لكم الله يا أطفال غزة"، و"رحماك ربي بأطفال غزة"، و"أول مطلب للجماهير.. قفل سفارة وطرد سفير".
كما هتف الطلاب: "على غزة اشتد الضرب.. عايزين دولة تعلن حرب"، و"هنية ومشعل والزهار.. انتوا أملنا يا أحرار"، و"علوا صوتك قولها صريحة.. اللي بيحصل يبقى فضيحة"، و"لا إله إلا الله.. طفل غزة بيصرخ آه.. والصهيوني عدو الله.. والأمريكي كمان وياه"، و"شفتوا يا عالم أطفال غزة.. وروا العالم معنى العزة"، و"يا صهيوني يا خسيس.. دم المسلم مش رخيص"، و"أرض غزة ما بتتذل.. ارحل عنا يا محتل".
شهدت المظاهرة مشاركة وفد من حركة 9 مارس لإصلاح الجامعة وتفاعلاً كبيرًا من الطلاب غير ذوي الاتجاهات أو التيارات السياسية.
ووزَّع الطلاب بيانًا تحت اسم "يا طلاب مصر انتم الأمل المرتجى" ناشدهم بوجوب رفض كل دعوات التخاذل والخوف، مشدِّدًا على أنه من العار علينا كعرب ومسلمين هذا الصمت على ذبح مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة على يد الكيان الصهيوني ومساعدة الأنظمة العربية؛ التي ترفض وقف تصدير الغاز للكيان، رغم الحكم القضائي، بينما تسمح بقطع الكهرباء والغاز عن أهالي غزة!!.
|
جانب من المسيرة |
ووجَّه البيان خطابه لطلاب الجامعة: "يا طلاب مصر إذا لم تتحركوا فمن يتحرك؟ اخرجوا بدءًا من اليوم في مظاهرات حاشدة واخرجوا من أسوار الجامعة إلى قلب العاصمة والمدن الرئيسية، وأضربوا عن الدراسة".
وناشد البيان الطلاب بالتفاعل مع أزمة حصار غزة قبل المصاريف، وقبل حملات الرقي بالأخلاق، موجِّهًا سؤاله هل تسمح أخلاقنا كمسلمين بالصمت على القتل الجماعي الذي يقوم به حكام مصر؟!