خمس تصورات جنسيه خاطئه لدى المراهقين
صفحة 1 من اصل 1
خمس تصورات جنسيه خاطئه لدى المراهقين
كثير من الأهل وحتى المربين، لا يمتلكون برنامجا واضحا، لتقديم المعارف الضرورية للمراهقين حول الجنس.
وفي بلادنا تصبح مشكلة الجنس لدى المراهقين، حالة من حالات الغموض والقلق والتخبط الذي يجعل من المراهق أسير تصورات خاطئة حول الدافع الجنسي ووظيفته الاجتماعية ومظاهره الفيزيولوجية التي تبدأ بالظهور لدى المراهق، إن في علاقته بجسده أوفي طريقة تفكيره.. فأي تصورات يمكن أن نتطرق إليها لدى الحديث عن تفتح الهاجس الجنسي لدى المراهقين؟! السرية: السرية هي أولى التصورات التي يبنيها المراهق حول الجنس .. فالجنس حالة كاملة من السرية والغموض في الفعل والقول والإيماءة والإشارة.. ولهذا يطلب منه الكبار أن يخرج من مجالسهم عندما يكون هناك حديث ساخن، ولهذا يخفضون أصواتهم إذا أرادوا أن يلقوا بطرفة ذات تلميحات جنسية.. بل إن كل الثقافة الجنسية المتداولة قائمة على التلميح لا التصريح.. والتلميح هو إحدى تجليات السرية المغلقة.
طبعا لا نقصد أن بديل السرية كتصور خاطئ هنا، هي حالة العلنية الفاضحة كما قد يتخيل بعضهم.. لكن علينا ألا نجعل هذه السرية تزيد من فضول المراهق لمعرفة خباياها، وعلينا أن نمارس سلوكا عفويا تجاه الجنسي يحفظ له حشمته بالتأكيد، لكنه يبقي على هويته كفعل طبيعي مستساغ ضمن حدود الأدب المتعارف عليه اجتماعيا.
العيب : يمثل ( العيب ) المفردة الأكثر التصاقا بالجنس في خيال المراهق.. فالجنس ممنوع الحديث عنه مع الكبار، وممنوع التفكير به بشكل علني حتى لو أخذ هذا التفكير شكل الأسئلة البريئة أو الفضولية التي تبحث عن جواب.
الجنس هو العيب حقا، وإلا لما مارسه الكبار في غرق مغلقة وبعيدا عن أعين الناس.. ولعل هذا التصور يجعل المراهق يتعامل مع الجنس إما باعتباره تجاوزا يجب أن يمارس خارج القانون الاجتماعي و الأخلاقي.. أو باعتباره حالة من الابتذال ينبغي على كل شخص مهذب ألا ينزلق لممارستها.. وغالبا ما يصدر المراهق حكمه ذاك حتى على العلاقة الزوجية المشروعة التي لا يفهم مدى مشروعيتها بدقة، لأن أحدا لم يقل له، أن الجنس متعة طبيعية حللها اله للبشر وتمارس ضمن شروط ونظم ومعايير، ويترتب عليها مسؤوليات أيضا.
الإثم : الجنس فعل آثم.. ويتعزز هذا التصور لدى المراهق، عندما يتطور مفهوم العيب الأخلاقي المرادف للجنس في نظره، مع حالة الكراهية والنفور لهذا الشيء باعتباره خرقا فاضحا للقيم.. وقد يساهم هذا في إصابة المراهق بعقدة نفسية تجاه الممارسة الجنسية، كأن ينظر إلى أمه نظرة مشوبة بالانزعاج، إذا لاحظ أن والده ينظر إليها نظرة إعجاب، أو يلاطفها بعبارات الغزل الذي يمهد للقاء الجنسي.
ولهذا قد يعتقد المراهق في لحظة من اللحظات أن الجنس هو فعل يجلب الإثم إلى صاحبه، فينظر لأي مظهر من مظاهره نظرة مليئة بالرفض والنفور.. وقد يستمر معه هذه الرفض والنفور ليشكل حاجزا أمام الممارسة الجنسية الطبيعية مستقبلا.
الاقتناص : من التصورات الخاطئة لدى المراهقين أيضا، أن الجنس – كفعل سري كما أسلفنا - عالم نقتحمه اقتحاما، وليس له باب مشروع للدخول إليه... وأن الفرصة لممارسته هي ضربة حظ قد تسنح لنا إذا عرفنا كيف نقيم علاقة مع الطرف الآخر.. وأن الحصول على اللذة الجنسية هي أشبه باقتناص صيد ثمين إذا عرفنا كيف نسدد الهدف.. وتسيطر هذه التصورات على خيال المراهق في كل مظاهر الجنس.. لذا يحاول أن يتحين الفرصة لمغازلة فتاة جميلة مارة في الشارع، أو لمشاهدة مشهد مليء بالقبلات الحارة في فيلم ما، أو مشاهدة فيلم خليع، أو حتى الحصول على صور فاضحة.. وسوى ذلك من الممارسات التي تزيد الرغبة الجنسية لدى المراهق اشتعالا، وتضر بسلوكه وتفكيره ورؤيته للعلاقة الجنسية المشروعة ككل.
التعبير عن الرجولة : بعد فترة من الفترات، يرتبط الجنس في خيال المراهق بمفهوم الرجولة، وثمة رفاق سوء يصورون لمن حولهم أنهم أصبحوا كبروا وأصبحوا رجالا لأنهم قبّلوا فتاة، أو مارسوا الجنس مع فتاة، وعرفوا كيف تتم العملية الجنسية.. وبالتالي يتحدثون مع المراهقين الآخرين بنوع من التبجح والاستخفاف لأنهم لم يصبحوا رجالا مثلهم ماداموا لم يمارسوا الجنس .. ولا عرفوه معرفة حقيقية.
وهكذا ترتبط الرجولة في خيال المراهقين الذكور بمفهوم الممارسة الجنسية حصرا، ويعتقد المراهق أن عليه كي يكبر ويصبح رجلا، ويصبح له وزن في مجالس الرجال.. عليه أن يمارس الجنس، مما يجعل سلم القيم الحقيقي للرجولة ينهار في نظره، فالرجولة المرتبطة بالإحساس بالمسؤولية والصدق في الوعد، والصبر على تحمل الشدائد.. تصبح في مرتبة أدنى.. أمام هذا التصور الجنسي الخاطئ.
أخيرا ينبغي القول بأن الأسرة والشارع والبيئة المحيطة تلعب دورا كبيرا في تنمية هذه التصورات الجنسية الخاطئة، وأن البيئة المتشددة والمبالغة في صورتها المحافظة، تنتج مثل هذه التصورات في خيال أبنائها .. مثلما تبدو البيئة التي تغيب فيها أبسط الضوابط الأخلاقية مسؤولة عن فساد المراهق وانحرافه تحت تأثير تصورات شبقية لا تقيم للعفة وزنا أو معيار.
د.زهــير حسن خشيم
اخصائي العلاج بالتنويم الايحائي
وفي بلادنا تصبح مشكلة الجنس لدى المراهقين، حالة من حالات الغموض والقلق والتخبط الذي يجعل من المراهق أسير تصورات خاطئة حول الدافع الجنسي ووظيفته الاجتماعية ومظاهره الفيزيولوجية التي تبدأ بالظهور لدى المراهق، إن في علاقته بجسده أوفي طريقة تفكيره.. فأي تصورات يمكن أن نتطرق إليها لدى الحديث عن تفتح الهاجس الجنسي لدى المراهقين؟! السرية: السرية هي أولى التصورات التي يبنيها المراهق حول الجنس .. فالجنس حالة كاملة من السرية والغموض في الفعل والقول والإيماءة والإشارة.. ولهذا يطلب منه الكبار أن يخرج من مجالسهم عندما يكون هناك حديث ساخن، ولهذا يخفضون أصواتهم إذا أرادوا أن يلقوا بطرفة ذات تلميحات جنسية.. بل إن كل الثقافة الجنسية المتداولة قائمة على التلميح لا التصريح.. والتلميح هو إحدى تجليات السرية المغلقة.
طبعا لا نقصد أن بديل السرية كتصور خاطئ هنا، هي حالة العلنية الفاضحة كما قد يتخيل بعضهم.. لكن علينا ألا نجعل هذه السرية تزيد من فضول المراهق لمعرفة خباياها، وعلينا أن نمارس سلوكا عفويا تجاه الجنسي يحفظ له حشمته بالتأكيد، لكنه يبقي على هويته كفعل طبيعي مستساغ ضمن حدود الأدب المتعارف عليه اجتماعيا.
العيب : يمثل ( العيب ) المفردة الأكثر التصاقا بالجنس في خيال المراهق.. فالجنس ممنوع الحديث عنه مع الكبار، وممنوع التفكير به بشكل علني حتى لو أخذ هذا التفكير شكل الأسئلة البريئة أو الفضولية التي تبحث عن جواب.
الجنس هو العيب حقا، وإلا لما مارسه الكبار في غرق مغلقة وبعيدا عن أعين الناس.. ولعل هذا التصور يجعل المراهق يتعامل مع الجنس إما باعتباره تجاوزا يجب أن يمارس خارج القانون الاجتماعي و الأخلاقي.. أو باعتباره حالة من الابتذال ينبغي على كل شخص مهذب ألا ينزلق لممارستها.. وغالبا ما يصدر المراهق حكمه ذاك حتى على العلاقة الزوجية المشروعة التي لا يفهم مدى مشروعيتها بدقة، لأن أحدا لم يقل له، أن الجنس متعة طبيعية حللها اله للبشر وتمارس ضمن شروط ونظم ومعايير، ويترتب عليها مسؤوليات أيضا.
الإثم : الجنس فعل آثم.. ويتعزز هذا التصور لدى المراهق، عندما يتطور مفهوم العيب الأخلاقي المرادف للجنس في نظره، مع حالة الكراهية والنفور لهذا الشيء باعتباره خرقا فاضحا للقيم.. وقد يساهم هذا في إصابة المراهق بعقدة نفسية تجاه الممارسة الجنسية، كأن ينظر إلى أمه نظرة مشوبة بالانزعاج، إذا لاحظ أن والده ينظر إليها نظرة إعجاب، أو يلاطفها بعبارات الغزل الذي يمهد للقاء الجنسي.
ولهذا قد يعتقد المراهق في لحظة من اللحظات أن الجنس هو فعل يجلب الإثم إلى صاحبه، فينظر لأي مظهر من مظاهره نظرة مليئة بالرفض والنفور.. وقد يستمر معه هذه الرفض والنفور ليشكل حاجزا أمام الممارسة الجنسية الطبيعية مستقبلا.
الاقتناص : من التصورات الخاطئة لدى المراهقين أيضا، أن الجنس – كفعل سري كما أسلفنا - عالم نقتحمه اقتحاما، وليس له باب مشروع للدخول إليه... وأن الفرصة لممارسته هي ضربة حظ قد تسنح لنا إذا عرفنا كيف نقيم علاقة مع الطرف الآخر.. وأن الحصول على اللذة الجنسية هي أشبه باقتناص صيد ثمين إذا عرفنا كيف نسدد الهدف.. وتسيطر هذه التصورات على خيال المراهق في كل مظاهر الجنس.. لذا يحاول أن يتحين الفرصة لمغازلة فتاة جميلة مارة في الشارع، أو لمشاهدة مشهد مليء بالقبلات الحارة في فيلم ما، أو مشاهدة فيلم خليع، أو حتى الحصول على صور فاضحة.. وسوى ذلك من الممارسات التي تزيد الرغبة الجنسية لدى المراهق اشتعالا، وتضر بسلوكه وتفكيره ورؤيته للعلاقة الجنسية المشروعة ككل.
التعبير عن الرجولة : بعد فترة من الفترات، يرتبط الجنس في خيال المراهق بمفهوم الرجولة، وثمة رفاق سوء يصورون لمن حولهم أنهم أصبحوا كبروا وأصبحوا رجالا لأنهم قبّلوا فتاة، أو مارسوا الجنس مع فتاة، وعرفوا كيف تتم العملية الجنسية.. وبالتالي يتحدثون مع المراهقين الآخرين بنوع من التبجح والاستخفاف لأنهم لم يصبحوا رجالا مثلهم ماداموا لم يمارسوا الجنس .. ولا عرفوه معرفة حقيقية.
وهكذا ترتبط الرجولة في خيال المراهقين الذكور بمفهوم الممارسة الجنسية حصرا، ويعتقد المراهق أن عليه كي يكبر ويصبح رجلا، ويصبح له وزن في مجالس الرجال.. عليه أن يمارس الجنس، مما يجعل سلم القيم الحقيقي للرجولة ينهار في نظره، فالرجولة المرتبطة بالإحساس بالمسؤولية والصدق في الوعد، والصبر على تحمل الشدائد.. تصبح في مرتبة أدنى.. أمام هذا التصور الجنسي الخاطئ.
أخيرا ينبغي القول بأن الأسرة والشارع والبيئة المحيطة تلعب دورا كبيرا في تنمية هذه التصورات الجنسية الخاطئة، وأن البيئة المتشددة والمبالغة في صورتها المحافظة، تنتج مثل هذه التصورات في خيال أبنائها .. مثلما تبدو البيئة التي تغيب فيها أبسط الضوابط الأخلاقية مسؤولة عن فساد المراهق وانحرافه تحت تأثير تصورات شبقية لا تقيم للعفة وزنا أو معيار.
د.زهــير حسن خشيم
اخصائي العلاج بالتنويم الايحائي
hicham gx- Admin
- عدد الرسائل : 89
العمر : 37
الدولة : الجزائر
السٌّمعَة : 3
نقاط : 3
تاريخ التسجيل : 07/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى